في قوله تعالى { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } فإن كان المخاطب موجودا فتحصيل الحاصل محال وإن كان معدوما فكيف يتصور خطاب المعدوم ؟ وقوله تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } فإن كانت اللام للصيرورة في عاقبة الأمر فما صار ذلك . وإن كانت اللام للغرض لزم أن لا يتخلف أحد من المخلوقين عن عبادته وليس كذلك فكيف التخلص من هذا المضيق ؟ وفيما ورد من الأخبار والآيات بالرضاء بقضاء الله تعالى وفي قوله صلى الله عليه وسلم { جف القلم بما هو كائن } وفي معنى قوله تعالى { ادعوني أستجب لكم } فإن كان الدعاء أيضا بما هو كائن فما فائدة الأمر به ولا بد من وقوعه
فأجاب شيخ الإسلام أبو العباس أحمد ابن تيمية - رحمه الله - : الحمد لله رب العالمين . أما " المسألة الأولى " فهي مبنية على أصلين : أحدهما : الفرق بين خطاب التكوين الذي لا يطلب به سبحانه فعلا من المخاطب بل هو الذي يكون المخاطب به ويخلقه بدون فعل من المخاطب أو قدرة أو إرادة أو وجود له وبين خطاب التكليف الذي يطلب به من المأمور فعلا أو تركا يفعله بقدرة وإرادة - وإن كان ذلك جميعه بحول الله وقوته إذ لا حول ولا قوة إلا بالله - وهذا الخطاب قد تنازع فيه الناس هل يصح أن يخاطب به المعدوم بشرط وجوده أم لا يصح أن يخاطب به إلا بعد وجوده ؟ ..الخ
طبعات الكتاب :
- ضمن مجموع الفتاوى جمع ابن قاسم : المجلد 8 / 181 - 196
- وطبع ضمن مجموعة الرسائل الكبرى طبعة المطبعة العامرة مصر سنة 1324 هـ , وصورت المجموعة في دار الفكر بيروت / الرسالة4 / المجلد2 / ص69 الى 86
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق