أوله: وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله المستوجب لصفات المدح والكمال المستحق للحمد على كل حال لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال فهو المنعم على العباد بالخلق وبإرسال الرسل إليهم وبهداية المؤمنين منهم لصالح الأعمال . وهو المتفضل عليهم بالعفو عنهم وبالثواب الدائم بلا انقطاع ولا زوال . له الحمد في الأولى والآخرة حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه متصلا بلا انفصال . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي هدى به من الضلال وأمر المؤمنين بالمعروف ونهاهم عن المنكر ؛ وأحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث ووضع عنهم الآصار والأغلال فصلى الله عليه وعلى آله خير آل وعلى أصحابه الذين كانوا نصرة للدين حتى ظهر الحق وانطمست أعلام الضلال . أما بعد : فإن الله تعالى خلق الخلق لما شاء من حكمته وأسبغ عليهم ما لا يحصونه من نعمته وكرم بني آدم بأصناف كرامته وخص عباده المؤمنين باصطفائه وهدايته وجعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس من بريته . وبعث فيهم رسولا من أنفسهم يعلمون صدقه وأمانته وجميل سيرته يتلو عليهم آياته ليخرجهم من ظلمة الكفر وحيرته ويهديهم إلى صراط مستقيم ويدعوهم إلى عبادته . وأنزل عليهم أفضل كتاب أنزله إلى خليقته وجعله آية باقية إلى قيام ساعته معجزة باهرة مبدية عن حجته وبينة ظاهرة موضحة لدعوته يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويدلهم على طريق جنته فالسعيد من اعتصم بكتاب الله واتبع الرسول في سنته وشريعته . والمهتدي بمناره المقتفي لآثاره هو أفضل الخلق في دنياه وآخرته والمحيي لشيء من سنته له أجرها وأجر من عمل بها من غير نقصان في أجر طاعته فإن الله لا يظلم مثقال ذرة ؛ بل يضاعف الحسنات بفضله ورحمته ..الخ
طبعات الكتاب :
ضمن مجموع الفتاوى جمع ابن قاسم : المجلد 18 / 244 - 284
وضمن مجموع (علم الحديث) في دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الاولى 14015 هـ ص168 الى ص 200
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق