أوله : ما تقوله السادة العلماء رضي الله عنهم أجمعين في أناس قصاصين؟ ينقلون مغازي النبي ، وقصص الأنبياء عليهم السلام تحت القلعة، وفي الجوامع والأسواق، ويقولون: إن النبي أتي إليه ملك يقال له: حبيب، فقال له: إن كنت رسول الله فإنا نريد أن القمر ليلة تسعٍ وعشرين يعود وينزل من طوقك ويطلع من أكمامك، فأراهم ذلك، فآمنوا به جميعهم وقال: كانوا الرب. ويقولون: إنه أتي إليه ملك يقال له: بشير بن غَنَّام عمل عليه حيلة وأخذ منه تسع أنفس علقهم على النخل، فبعث النبي عليا فخلصهم، وكان من جملتهم خالد. وأتي إليه ملك وهو في مكة يقال له: الملك الدحاق، وكانت له بنت اسمها حَمَاَنةَ فكسر النبي وزوج بنته لبلال، فقتله وهو في الصلاة، فحط النبي بردته فأحياه الله له. وأنه بعث المقداد إلى ملك يقال له: الملك الخَطَّار، فالتقي في طريقه ملكة يقال لها: روضة، فتزوج بها، وراح إلى الملك الذي أرسل إليه فاقتتل هو وإياه فأسره، وجاء إلى النبي ، وقاتل في غزاة تبوك بُولص بن عبد الصليب، وأنه قاتل في الأحزاب وكانوا ألوفًا، وانكسرت الأحزاب قُدَّام على سبع عشرة فرقة، وخلف كل واحدة رجل يضرب بالسيف ويقول: أنا على وليه ضرب عمرو بن العامري فقطع فخذه، فأخذ عمرو فخذه وضرب بها في المسلمين فقلع شجرة وقتل بها جماعة منهم، والملائكة ضجت عند ذلك وقالوا: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على. وأن عليا قاتل الجن في البئر، ورماه بالمنجنيق إلى حصن الغراب، وجاءت رَمْيتَه ناقصة فمشي في الهواء، وأنه ضرب مَرْحَب إليهودي، وكان على رأسه جُرْن رُخَام فقسم له وللفرس نصفين، وأنه عبر العسكر على زِنْدِه إلى خيبر وهد الحصن، وأن ذا الفقار أنزل إليه من السماء، فإن الله سماه من السماء، وقال: على أسبق من العجل، وأنه بعث مع كل نبي سرًا وبعث مع النبي جهرًا، وأنه كان عصا موسى وسفينة نوح وخاتم سليمان، وأنه شرب من سُرِّة النبي لما مات، فوزن علم الأولين والآخرين. وأن ملك الموت جاء إلى النبي في زي أعرابي، فقال له النبي: قابض أم زائر؟ فقال له: ما زرت أحدًا من قبلك حتى أزورك، فأعطاه تفاحة، فشمها، فخرجت روحه فيها، وأن فاطمة بكت عليه حتى أقلقت أهل المدينة حتى أخرجوها إلى بيوت الأحزان، وينقلون قصص الأنبياء من جنس هذا السؤال، ويفسرونها بآيات لم تسمع من أهل العلم، وكل واحدة من هذه تحزبوا فيها ليلة. وكان بعض العلماء قد منعهم من هذا النقل، وأنهم لا ينقلون إلا من كتب عليها سماعات المشايخ أهل العلم، فاعتمدوا على كتب فيها من جنس ما ذكر من تصنيف رجل يقال له: البكري، فما يجب عليهم في مثل هذه الأمور؟ لأنهم ينقلون ما يخالف ما ثبت عن الرسل -عليهم السلام- وينقلون في بعض الأشياء ما هو تنقيص بهم، وهل يثاب من أمر بمنعهم؟ وينقلون أيضا: أن الله قبض من نور وجهه قبضة ونظر إليها فعرقت ودلقت. فخلق الله من كل قطرة نبيا، وكانت القبضة النبي وبقي كوكب دري، وكان نورًا منقولًا من أصلاب الرجال إلى بطون النساء.
فأجاب شيخ الإسلام، قدوة الإيمان، تقي الدين أبو العباس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، فقال:
الحمد لله رب العالمين، هذه الأحاديث من الأحاديث المفتراة باتفاق أهل العلم، وإنما تؤخذ مثل هذه الأحاديث من مثل تنقلات الأنوار للبكري وأمثاله ممن روي الأكاذيب الكثيرة..الخ
مخطوطات الكتاب :
- نسخة عن الحرم المدني 59 ، في 3 ورقات ، 29 سطراً .
طبعات الكتاب :
وضمن مجموع (علم الحديث) في دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الاولى 14015 هـ ص168 الى ص 200
ومفردا في المكتب الإسلامي 1408هـ بيروت المحقق : د. محمد بن لطفي الصباغ
مواد للتحميل :
ط الدار المصرية / ملف بدف / رابط 1 /
مخطوط / المصدر : المسجد النبوي / رقم 80 -50 مجاميع (60-62) / خط ثلث ممتاز / 3 ورقات / التحميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق